إن
القلب الذي يحب الخير للآخرين ، يشعر صاحبه بالراحة والطمأنينة، فهو يحب
لإخوانه ما يحب لنفسه، امتثالاً لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم ،عن أنس
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لايؤمن أحدكم حتى يحب
لأخيه ما يحب لنفسه " متفق عليه .
والنصح ومحبة الخير للآخرين ،
تجعل المؤمن محبوباً من إخوانه ،سعيداً في نفسه ،وبين أســرته ،وأقاربه ،
وجيرانه ،وزملائه ،ومجتمعه ، لأن النصيحة الصادقة من القلب ،والتي تكون
بالأسلوب الحسن ، لابد لها أن تثمر ثمار الخير والبركة لدى الفرد والمجتمع .
والقلب
المليء بالنصح ومحبة الخير للآخرين لاسبيل للحسد إليه ، فهو يحب لإخوانه
ما يحب لنفسه ،وإن تحقق لهم الخير والعلم فإنه لا يحسدهم عليه بل يغبطهم
ويتمنى لهم دوام النعمة، ويسأل الله أن يرزقه ويمن عليه من فضله . ويبذل
الأسباب المشروعة لجلب الخير له ولإخوانه . قال تعا لى(أم يحسدون الناس على
ما آتهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتينهم ملكاً
عظيماً).
والنصح ومحبة الخير للآخرين ، ليست أحاسيس قلبية فقط ، بل
لابد لها من أن تترجم إلى واقع ملموس في الحياة اليومية ، وذلك في محيط
الأسرة، والأقارب ، والجيران ، والعمل ، والمجتمع بأسره ، والناس جميعاً
حتى الكافر منهم ،وذلك بدعوته إلى دين الله القويم .وبيان الحق له ، لعل
الله أن يهديه ويشرح صدره للإسلام .
وهكذا ينبغي للمؤمن أن يربي
نفسه ويهذبها على تطهير قلبه من الحسد ، والتخلق بالنصح ومحبة الخير
للآخرين ، لينال بذلك راحة القلب والسعادة في الدنيا والآخرة .
منقوووول